الثلاثاء، 15 مارس 2011

المثليون المغاربة على الفيس بوك


طفت هذه الأيام من جديد قضية شواذ المغرب إلى السطح بعدما أثار إصدار حركة "كيف كيف" لمجلة إلكترونية تحمل إسم "مثلي " جدلا واسعا داخل مختلف الأوساط المغربية، كما دفع هذا الحدث أيضا بوسائل الإعلام الدولية إلى تحويل عدساتها تجاه المملكة المغربية من أجل رصد ردود فعل الرأي العام المغربي ومختلف المشارب السياسية حيال هذه السابقة التي يمكن إعتبارها من النواذر على مستوى العالم الإسلامي.
وبما أنه لشواذ المغرب حضور قوي على الشبكة العنكبوتية من خلال مختلف المواقع والمدونات والمنتديات وحتى غرف على البال تولك فلم يخامرني شك في أن لهم أيضا حضورا بارزا على الفيس بوك، وبالفعل لم يستغرق بحثي وقتا طويلا حتى عثرت على مجموعات لمثليي المغرب، كما شاءت الصدفة أن أعثر أيضا على مجموعات مغربية معادية لظاهرة الشذوذ الجنسي وجمعية كيف كيف المعروفة بدفاعها عن حقوق ومصالح المثليين المغاربة.
ولكي يحصل الباحث على مجموعات المثليين المغاربة فما عليه إلا أن يضع كلمة KIFKIF على محرك البحث الخاص بالموقع، فهذه الحركة تشرف على أغلب مجموعات المثليين إن لم نقل كلها، الشيء الذي يبين أنها تقود قطار المثلية في المغرب ليس فقط على مستوى العالم الواقعي بل أيضا في رحاب عالم الفيس بوك. ولعل أهم ما يمكن إستخلاصه من خلال تصفح بعض المجموعات "الكيفكيفية" هو أن المثليون المغاربة قد وجدوا ضالتهم في موقع الفيس بوك الذي فسح لهم مجال التعارف وتبادل الآراء و مناقشة مختلف المواضيع خاصة منها تلك المتعلقة بنظرة المجتمع المغربي ووسائل الإعلام إلى شريحتهم.
وفي المقابل نجد على الفيس بوك مجموعات أخرى معادية لحركة كيف كيف ولظاهرة الشذوذ الجنسي عموما مثل مجموعة MACHIKIFKIF التي تضم حتى حدود الساعة ما يقارب 500 عضو. ومن خلال التدخلات الواردة من طرف أعضاء هذا الصنف من المجموعات، والذين ربما يمثلون الأغلبية الساحقة من المجتمع المغربي، يتضح أنه من الصعب على مثليي المغرب كسب تعاطف المواطن المغربي مع قضيتهم مهما كثفوا من نشاطاتهم ومهما زادوا من مشاريعهم الإعلامية.

وبين هذين التيارين المتصارعين على الفيس بوك نجد مجموعة فريدة من نوعها تحمل عنوان GROUPE GAYS ANTI KIFKIF أي أن المشرفون والمنخرطون في هذه المجموعة يعانون بدورهم من "الكافْرة بالله" لكنهم لا يرغبون في حمل قميص كيف كيف.

لا يمكن في أي حال من الأحوال تجاهل ظاهرة الشذوذ الجنسي أوالنظر إليها على أنها ظاهرة جديدة على المجتمع المغربي، لكن الجديد في القضية هو أنه على عكس شواذ البارحة الذين كانوا يفضلون خيار التستر، يصر شواذ اليوم على المجاهرة بشذوذهم و فرض كيانهم بل وخلق مجموعة ضغط على مستوى الساحة السياسية المغربية ولما لا إرغام المشرع المغربي على إلغاء تجريمه للشذوذ الجنسي. طبعا يبقى من الممكن لهم تحقيق هذه المبتغيات ماداموا يلجؤون في كل تحركاتهم ونشاطاتهم إلى الإستقواء بجهات خارجية، لكن السؤال المصيري يبقى دائما هو: هل سينجحون في كسب تعاطف المواطن المغربي، الذي تحكمه قيم إسلامية محافظة؟

الحاصول..الجواب على هذا السؤال سهل جدا غير الله يعفوا على شي ناس من قسوحية الراس وهاداكشي لاخر.